منتدى اصحاب

هلا فيكم زوارنا الاعزاء وحياكم في منتدى اصحاب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى اصحاب

هلا فيكم زوارنا الاعزاء وحياكم في منتدى اصحاب

منتدى اصحاب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اصــــــــــحاب للأبد

المواضيع الأخيرة

» لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟؟؟
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالإثنين سبتمبر 19, 2011 11:38 am من طرف أدمـنـتـكــ

» فوائد قرص النحل
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالإثنين سبتمبر 19, 2011 11:31 am من طرف أدمـنـتـكــ

» عندما تبحث عن الحب في داهليز الظلام
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالإثنين سبتمبر 19, 2011 11:21 am من طرف أدمـنـتـكــ

» تساءلت يوما لماذا خلق الله للحيوانات ذيولاً؟
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالسبت سبتمبر 17, 2011 10:09 am من طرف أدمـنـتـكــ

» العبرة اللي لها يومين تخنقني ..
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالأربعاء سبتمبر 14, 2011 7:30 am من طرف ĄиĄ ļК

» دقيقة هاذي الحقيقة ..
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالأربعاء سبتمبر 14, 2011 7:25 am من طرف ĄиĄ ļК

»  الاعجاز العلمى فى "وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ"
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 4:40 am من طرف khomer

» والله كــذبوك فان العمر قصير
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالأحد أبريل 24, 2011 4:32 pm من طرف أدمـنـتـكــ

» اجعل يومك كـ يوم العصافير
تابع بشارات العهد القديم..... Emptyالأحد أبريل 24, 2011 4:30 pm من طرف أدمـنـتـكــ

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

3 مشترك

    تابع بشارات العهد القديم.....

    أدمـنـتـكــ
    أدمـنـتـكــ
    الادارة
    الادارة


    الاسد رقم العضويه : 3
    عدد المساهمات : 492
    نشاطي :
    تابع بشارات العهد القديم..... Left_bar_bleue100 / 100100 / 100تابع بشارات العهد القديم..... Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 27/10/2010
    العمر : 39
    الموقع : في قلب حمود-فديته-
    الاوسمة : تابع بشارات العهد القديم..... Z777

    تابع بشارات العهد القديم..... Empty تابع بشارات العهد القديم.....

    مُساهمة من طرف أدمـنـتـكــ الأحد نوفمبر 07, 2010 2:02 am

    البشارة الثالثة والعشرون: قول إشعياء في الفصل الثامن والعشرين عن الله سبحانه وتعالى أنه قال: (إني أقسمت بنفسي وأخرجت من فمي كلمة الحق التي لا خلف لها ولا تبديل، وإنه تخرّ لي كل ركبة، ويقسم بي كل لسان، ويقولون معا: إن النعمة من عند الرب). قال المهتدي الطبري: (فمن هذه الأمة التي تقسم باسم الله؟ ومن ذا الذي يخر على الركب لاسم الفرد الواحد، ويحدث بنعم الله صباحاً ومساء، ويفرده بالدعاء والابتهال غير هذه الأمة ؟ فأما جماعة النصارى فإنهم ينسبون النعم إلى المسيح).
    البشارة الرابعة والعشرون: قال إشعياء في الفصل الثامن والعشرين: (إن الله نظر ولم ير عدلاً، وأنكر ذلك، ورأى أنه ليس أحد يعين على الحق، فعجب الرب منه، وبعث وليه فأنقذه بذراعه، ومهد له بفضله، فاستلأم العفاف كالدرع، ووضع على رأسه سنور الإعانة والفلح، ولبس لباس الخلاص، لينتقم من المبغضين له والمعادين، ويجازي أهل الجزائر جزاءهم أجمعين، ليتقي اسم الله في مغارب الأرض، وليخشع في مشارقها لجلاله) وفي هذه النبوة تصوير لواقع البشرية قبل مبعثه عليه الصلاة والسلام، كما أن فيها إشارة إلى اختيار الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ووصفاً لجهاده صلى الله عليه وسلم الكافرين والمعاندين، وبياناً للنتيجة التي تحققت على يديه وهي: دخول الأمم في دين الله أفواجاً، حتى شمل ذلك المشرق والمغرب.
    البشارة الخامسة والعشرون: قول إشعياء مخاطباً هاجر عليها السلام وبلادها وهي مكة: (قومي وأزهري مصباحك فقد دنا وقتك، وكرامة الله طالعة عليك، فقد تخللت الأرض الظلام، وغطي على الأمم الضباب، فالرب يشرق عليك إشراقاً، وتظهر كرامته عليك، وتسير الأمم إلى نورك، والملوك إلى ضوء طلوعك، ارفعي بصرك إلى ما حولك وتأملي، فإنهم سيجتمعون كلهم إليك ويحجونك، ويأتيك ولدك من بلد بعيد، وتحج إليك عساكر الأمم حتى تعمرك الإبل المربلة، وتضيق أرضك عن القطرات التي تجتمع إليك، ويساق إليك كباش مدين وكباش أعفا، وتأتيك أهل سبأ ويتحدثون بنعم الله ويمجدونه، وتسير إليك أغنام قيدار كلها، وتخدمك رخلات نبايوت، ويرفع إلى مذبحي ما يرضيني، وأحدث حينئذ لبيت محمدتي حمداً). فذكر هاجر وذكر البلد، وصرح بالحج وما يصاحبه من توافد الأمم، وسوق الهدي، كما صرح بأسماء بعض هذه الأمم الوافدة إلى الحج كأهل سبأ ومدين وغيرهما. أما قوله: (قيدار ونبايوت). فقال الطبري: هما من أولاد إسماعيل عليه السلام.
    البشارة السادسة والعشرون: قال إشعياء في الفصل الثامن والعشرين: (سيترجاني أهل الجزائر، ومن في سفن تارسيس كما فعلوا من قبل، ويوردون عليك أبناءك من بلد بعيد ومعهم فضتهم وذهبهم، من أجل اسم الرب إلهك قدوس إسرائيل الذي أحمدك وأكرمك، ويبني أبناء الغرباء سورك، وملوكهم يخدمونك، وتفتح أبوابك في كل وقت وأوان من آناء الليل والنهار فلا تغلق، ويدخل إليك أرسال الأمم، ويقاد إليك ملوكهم أسرى، لأن كل أمة ومملكة لا تخضع لك تتبدد ستورها، وتصطلم الشعوب بالسيف اصطلاماً، وتأتيك الكرامة من صنوبر لبنان البهي، ومن أبهلها ليبخر به بيتي، ويعظم به موضع قدمي ومستقر كرامتي، وتأتيك أبناء القوم الذين كانوا يذلونك، ويقبل آثار أقدامك جميع من كان يؤذيك ويضطهدك، وأجعلك كرامة إلى الأبد، وغبطة وفرحاً إلى دهر الداهرين، وسترضعين ألبان الشعوب، وستصيبين من غنائم الملوك، وتتمززين من غاراتك عليهم ... وأجعل السالمة مدبرك، والصلاح والبر سلطانك، ويكون الرب نورك ومصباحك إلى الأبد). فلم تتحقق هذه الصفات مجتمعة إلا لهذه الأمة الإسلامية، فتغلبت على الأمم، وقادت ملوكهم أسرى، وتبدد من أمامها الأمم التي لم تذعن لها. وكتب الله لها الغلبة والظهور إلى قيام الساعة وهو ما أشار إليه أشعياء في قوله: إلى دهر الداهرين .. إلى الأبد. وهو مماثل لقوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض). وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال ناس من أمتي ظاهرين، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون).
    البشارة السابعة والعشرون: قال إشعياء في الإصحاح الثاني والأربعين: (إن عبدي المجتبى عندي، ابن حبيبي اخترته وأرسلته إلى الأمم بأحكام صادقة).
    وقد أورد المهتدي الترجمان وغيره هذا النص بصورة أطول، واشتمل على صفات هي ألصق بمحمد صلى الله عليه وسلم من غيره وهو قوله: (إن الرب سبحانه وتعالى سيبعث في آخر الزمان عبده الذي اصطفاه لنفسه، ويبعث له الروح الأمين، يعلمه دينه، ويعلم الناس ما علمه الروح الأمين، ويحكم بين الناس بالحق، ويمشي بينهم بالعدل، وما يقول للناس هو نور يخرجهم من الظلمات التي كانوا فيها، وعليها رقود، وقد عرّفتكم ما عرفني الرب سبحانه قبل أن يكون). فمحمد صلى الله عليه وسلم هو المبعوث في آخر الزمان، وهو الذي نزل عليه الروح الأمين، وهو الذي حكم بين الناس بالعدل وأخرجهم من الظلمات إلى النور.
    البشارة الثامنة والعشرون: قول إشعياء في الإصحاح الثاني والأربعين: (لترفع البرية ومدنها صوتها، والديار التي سكنها قيدار، ولتترنم سالع من رؤوس الجبال، ليهتفوا ليعطوا مجداً، ويخبروا بتسبيحه في الجزائر الرب كالجبار، يخرج كرجل حروب ينهض غيرته، يهتف ويصرخ على أعدائه). تضمن هذا النص الإشارة إلى مساكن العرب وهم ذرية قيدار أحد أبناء إسماعيل عليه السلام، والتصريح بذكر جبال المدينة المنورة وهو سالع، إذاً فلا تقبل هذه البشارة أن تنطبق على غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقبل الانتقال إلى نبوات إرميا لا بد لي من الإشارة على أن النبوات التي أوردها إشعياء تكاد أن تأخذ طابعاً معيناً وهو: المباشرة في الطرح والتصريح بذكر الأسماء كمحمد صلى الله عليه وسلم ، وإسماعيل، ومكة والعرب، أو الإشارة إلى صفته وصفات أمته وأصحابه كذكر الدروع والسيوف والجهاد .. كما مر سابقاً.

    سادساً: بشارات إرميا:

    البشارة الأولى: خاطب الله بها النبي صلى الله عليه وسلم على لسان إرميا في الفصل الأول فقال: (من قبل أن أصورك في الرحم عرفتك، ومن قبل أن تخرج من البطن قدستك، وجعلتك نبياً للأمم، لأنك بكل ما آمرك تصدع، وإلى كل من أرسلك تتوجه، فأنا معك لخلاصك، يقول الرب: وأفرغت كلامي في فمك إفراغاً، فتأمل وانظر، فقد سلطتك اليوم على الأمم والمملكات، لتنسف وتهدم وتتبر وتسحق، وتغرس من رأيت) قال المهتدي الطبري عن هذه البشارة: (هي شبيهة بنبوات إشعياء وغيره) وهو يقصد قول إشعياء: (إن الرب أهاب بي من بعيد، وذكر اسمي وأنا في الرحم، وجعل لساني كالسيف الصارم) وهذه هي البشارة الرابعة عشرة من بشارات إشعياء حسب ترتيب هذا البحث.
    ويتفق أول هذه البشارة مع قوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بالحق مصدقاً لما معهم بدليل قوله تعالى عنه: (بل جاء بالحق وصدّق المرسلين) وقوله تعالى: (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه).
    أما قول إرميا: (لأنك بكل ما أمرك تصدع). فيصدقه قوله تعالى: (فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين). ويشهد لقوله: (وأفرغت كلامي في فمك). قوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى). وبقية النص متوافق مع البشارات التي تحدثت عن جهاده صلى الله عليه وسلم.
    البشارة الثانية: قال إرميا في الفصل التاسع عشر مخبراً عن الله عز وجل أنه قال: (إني جاعل بعد تلك الأيام شريعتي في أفواههم، وأكتبها في قلوبهم، فأكون لهم إلها، ويكونون لي شعبا، ولا يحتاج الرجل أن يعلم أخاه وقريبه الدين والملة، ولا إلى أن يقول له أعرف الرب، لأن جميعهم يعرفونه صغارهم وكبارهم، وأنا أغفر لذلك ذنوبهم، ولا أذكرهم بخطاياهم). قال المهتدي الطبري معلقاً على هذه النبوة: (وقد صدق وعد الله، وازدرع حبه في قلوب هذه الأمة صغارها وكبارها، وأنطق ألسنتهم بشرائعه وتحاميده، وكل عارف بالله مؤمن به). واقرأ قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، وقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). وقوله عز من قائل (والذين آمنوا أشد حبا لله)، وقوله عز وجل: (يحبهم ويحبونه) وتأمل ما وصف الله به هذه الأمة في هذه النصوص من صفات خيّرة مباركة، فستجد أنها مماثلة لما وصفها الله به على لسان إرميا.
    البشارة الثالثة: قول إرميا في الإصحاح الثامن والعشرين: (النبي الذي تنبأ بالسلام، فعند حصول كلمة النبي عرف ذلك النبي أن الله أرسله حقاً). هذه النبوة أوردها المهتدي عبد الأحد داود بالمعنى، ويرى أنها بمعنى: (إن النبي الذي تدور نبوءاته حول الإسلام "شالوم" عند ورود كلمة النبي، ذلك النبي المعروف أنه المرسل من قبل الله الحق) وبعد دراسته للنص السابق خرج منه بالنتائج التالية:
    1. أنه لا يمكن أن يكون النبي صادقاً إلا إذا بشر بدين الإسلام ونشره، (إن الدين عند الله الإسلام).
    2. من الحقائق المسلّم بها أن كلمة "شالوم" العبرية و "سلام" السريانية و "إسلام" العربية كلها من نفس الجذر السامي "شلام" وتحمل نفس المعنى، وهذا أمر يعترف به جميع علماء اللغات السامية، وفعل "شلام" يدل على الخضوع أو الاستسلام، ولا يوجد نظام ديني في العالم يحمل اسماً أو وصفاً أفضل وأشمل من الإسلام. فالدين الحق لله الحق.
    3. أن إرميا هو النبي الوحيد قبل المسيح عليه السلام الذي استخدم كلمة "شالوم" بمعنى الدين، وهو النبي الوحيد الذي يستخدم هذه الكلمة بهدف إثبات صدق أحد من رسل الله. أي أن إرميا هو الوحيد قبل المسيح الذي جعل الإسلام هو المقياس الذي يعرف من خلاله النبي الصادق من الكاذب، وإلا فإن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وكافة الرسل عليهم السلام كانوا مسلمين، واتخذوا الإسلام ديناً.
    4. أن دين الإسلام – أي الإسلام – هو وحده القادر على تحديد الخصائص المميزة للنبي الصادق من النبي الكاذب، كما أنه لا يوجد في العالم دين يتبنى ويدافع عن هذه الوحدانية المطلقة سوى الإسلام.
    البشارة الرابعة: قال إرميا في الفصل الثاني والثلاثين مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم: (اعدوا لي آلات الحرب، فإني أبدد بك الشعوب، وأبدد بك الخيل وفرسانها وأبدد بك الطغاة والولاة، وأجازي بابل، وجميع سكان بلاد الكلدانيين بجميع أوزارهم التي ارتكبوها. هذا قول الرب). وبمقارنة النهاية التي آلت إليها الإمبراطورية الفارسية على أيدي المسلمين بما ورد في هذه النبوة، نجد أن هذا الوعد لهذه الأمة الإسلامية، وذلك الوعيد المتوعد به الأمة الفارسية قد تحقق فعلا، وأقامه الله شاهداً من شواهد التاريخ مصدقاً لما وعد الله به المؤمنين على ألسنة رسله وأوليائه.

    سابعاً: بشارة حزقيال:

    قال حزقيال في الفصل التاسع: (إن أمّك مغروسة على الماء بدمك، فهي كالكرمة التي أخرجت ثمارها وأغصانها من مياه كثيرة، وتفرعت منها أغصان كالعصى قوية مشرفة على أغصان الأكابر والسادات، وارتفعت وبسقت أفنانهن على غيرهن، وحسنت أقدارهن بارتفاعهن والتفاف سعفهن، فلم تلبث الكرمة أن قلعت بالسخط، ورمى بها على الأرض، وأحرقت السمائم ثمارها، وتفرق قواها، ويبس عصي عزها، وأتت عليها النار فأكلتها، فعند ذلك غرس في البدو وفي الأرض المهملة العطشى، وخرجت من أغصانه الفاضلة نار أكلت ثمار تلك حتى لم يوجد فيها عصا قوية بعدها ولا قضيب ينهض بأمر السلطان). فتأمل ما في هذا النص من بلاغة في التصوير، ودقة في التعبير، فشبه الأمة اليهودية إبان عزها وسؤددها – لما كانت تعيش تحت مظلة الأنبياء – بالكرمة الحسنة، وبعد أن نزعت منها النبوة، وأغضبت ربها استأصل شأفتها، واقتلع جذورها، فذرتها الرياح، وأكلتها النار، وانتهى مجدها. واستبدل الله بها أمة هي خير أمة أخرجت للناس، وشبهها بشجرة قد غرست في أرض البادية العطشى من الماء المعنوي والحسي، فأثمرت هذه الشجرة الأغصان الفاضلة التي قضت على تلك الشجرة الأولى ولم تبق فيها عصا ولا قضيباً. وهذا حال الأمة اليهودية والأمة الإسلامية التي أشرق عزها، وتوسع نفوذها، حتى شمل بلاد بني إسرائيل وغيرها.
    البشارة الأولى: قال دانيال في الإصحاح السابع: (إن ملكوت الله وعظمة المملكة الممتدة تحت رقعة السماء كلها سوف تعطي لعباد الله تعالى وأوليائه. وسيكون ملكوتهم هذا مملكة أبدية، تخدمها جميع الممالك الأخرى، وتعمل بطاعتها) إن هذه البشارة لتدل بوضوح على أن في الإسلام توجد وحدة لا انفصام لها بين الدين والدولة. فالإسلام ليس ديناً فحسب، بل أيضاً المملكة الدنيوية. ولا بد من إلقاء نظرة خاطفة على التدرج التأريخي لهذا الملكوت حتى بلغ غايته، واكتمل بناؤه على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا التدرج هو كما يلي:
    1. أن الإسلام قبل محمد صلى الله عليه وسلم لم تمثله دولة تحكم باسمه وتدافع عنه، وإنما كان الإسلام ديناً قائماً في حياة الأقوام التي آمنت به، ولم تقم له دولة في حياتهم، بل كان السلطان والقوة في أيدي الكفرة الوثنيين، في العموم الغالب، ويستثنى من ذلك فترات حكم كل من سليمان وداود ويوشع عليهم السلام.
    2. إن المسيح عليه السلام قد بشر تلاميذه باقتراب ملكوت الله. وهذا الملكوت يعني وجود دين ومجتمع قوي من المؤمنين بالله، وهذا المجتمع يتسلح بالإيمان بالله وبالسيف لقتال أعدائهم الذين يريدون أن يحولوا بينهم وبين تبليغ كلمة الله إلى البشرية، أو بمعنى أوضح: إن ملكوت الله هو الإسلام. إذاً فالمسيح عليه السلام بشر تلاميذه باقتراب ظهور الإسلام على يد محمد صلى الله عليه وسلم ، وأكد لليهود أن النبي الذي تنتظره اليهود ليس يهودياً، ولا من نسل داود عليه السلام، بل هو من نسل إسماعيل عليه السلام واسمه أحمد، وسيقيم الدولة الإسلامية وفق المنهج الذي ارتضاه الله لهم، وهذه الدولة مؤيدة بنصر الله ثم بسواعد المجاهدين في سبيله.
    3. طبيعة هذا الملكوت وتكوينه: يتألف هذا الملكوت من المؤمنين بالله الذين يلازمهم ذكر الله سبحانه وتعالى في كل أحوالهم، فلا يقومون بأي عمل إلا ويبدءونه بذكر الله، ويحمدونه بعد الانتهاء منه.
    وطبيعة هذا الملكوت أنه يتكون في جوهره من شقين: الأول: دين صحيح قائم على وجه الأرض وفق المنهج الذي ارتضاه الله في كتابه القرآن. والثاني: دولة إسلامية تقوم على هذا المنهج ويتصف المؤمنون بهذا المنهج بما يأتي:
    أ ) أنهم يكونون أمة واحدة تربطهم أخوة واحدة هي أخوة الدين.
    ب) أنهم كما وصفهم دانيال: جماعة القديسين. وهذه صفة تنطبق على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار وعلى سائر المؤمنين بالله.
    4. ديمومة هذه المملكة ورفعة شأنها: هذه الحقيقة أكدها دانيال بقوله: إن جميع الأمم تحت قبة السماء تخدم شعب الأبرار العامل بطاعة الله. ولم تتحقق هذه الصفة – وهي خدمة الأمم – إلا للأمة الإسلامية التي خدمتها الأمم في مشارق الأرض ومغاربها. ومن دواعي استمرار هذه الأمة وديمومتها أنها لا تعرف التمييز الطبقي في تشريعاتها بين أفرادها فالكل سواء أمام شرع الله، لا فرق بين الأبيض والأسود أو بين الحاكم والمحكوم.
    البشارة الثانية: قال دانيال: (طوبى لمن أمل أن يدرك الأيام الألف والثلاثمائة والخمسة والثلاثين). قال المهتدي الطبري: (فأعملت فيه الفكر فوجدته يوحي إلى هذا الدين، وهذه الدولة العباسية خاصة، وذلك أنه لا يخلو دانيال من أن يكون أراد بهذا العدد: الأيام والشهور والسنين، أو سرا من أسرار النبوة بخرجه الحساب. فإن قال قائل: إنه أراد به الأيام. فإنه لم يحدث لبني إسرائيل، ولا في العالم بعد أربع سنين فرح ولا حادثة سارة، ولا بعد ألف والثلاثمائة وخمسة وثلاثين شهراً، فإن ذلك مائة وإحدى عشر سنة وأشهر. فإن قالوا: عني به السنين. فإنما ينتهي ذلك إلى هذه الدولة، لأن من زمن دانيال إلى المسيح نحواً من خمسمائة سنة... ومن المسيح إلى سنتنا هذه ثمانمائة وسبع وستون سنة ينتهي ذلك إلى هذه الدولة العباسية منذ ثلاثين سنة، أو يزيد شيئاً).
    وبمقارنة هذا التاريخ الميلادي بالتاريخ الهجري تكون السنة التي أشار إليها هي سنة 253هـ تقريباً. ولعل في هذه البشارة سراً عجيباً وهو الإشارة إلى بلوغ الدولة الإسلامية غاية مجدها، وكمال سيطرتها، ونهاية فتوحاتها.

    ثامناً: بشارات هوشاع:

    البشارة الأولى: قول هوشاع: (قال الرب: إني أنا الرب الإله الذي رعيتك في البدو، وفي أرض خراب قفر غير مأهول، ليس بها أنيس). قال المهتدي الطبري: فلسنا نعرف أحداً رعاه الله في البدو، وفي أرض قفر غير النبي صلى الله عليه وسلم.
    البشارة الثانية: قال هوشاع يصف أمة محمد صلى الله عليه وسلم: (إنها أمة عزيزة لم يكن مثلها قط ولا يكون، وإن النار تحرق أمامها، وتتوقد خلفها الضرائر). ولم تنل أمة من العز والمنعة والسلطان في فترة طويلة وعلى رقعة واسعة كما نالت الأمة الإسلامية.

    تاسعاً : بشارة ميخا:

    قال ميخا: (إنه يكون في آخر الأيام جبل بيت الرب مبنياً على قلال الجبال، وفي أرفع رؤوس العوالي، وتأتيه جميع الأمم، وتسير إليه أمم كثيرة، وهم يقولون: تعالوا نطلع جبل الرب). ويرى الطبري أن هذا النص يتضمن صفة مكة. بينما يرى الترجمان أن الجبل المشار إليه هو جبل عرفات، وأن الأمة المشار إليها في النص الذي أورده الترجمان هي الأمة الإسلامية. وعلى كلا الحالين فهذه النبوة شاهدة ومبشرة بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومبينة صفة أمته، ومشاعر ملته.
    وقد حرف آخر هذا النص في الطبعة التي بين يدي فصار هكذا (... هلم نصعد إلى جبل الرب، وإلى بيت إله يعقوب من طرقه، ونسلك في سبيله، لأنه من صهيون تخرج الشريعة، ومن أورشليم كلمة الرب). وقد أعماهم الله عن تحريف أول هذا النص، حتى يبقى شاهداً على الحقيقة، دالاً على النبوة. وقد توقع المهتدي الطبري مثل هذا التحريف فقال: عني بيت المقدس. فكيف يصح له ذلك ؟ وقد بين الله أن يكون ذلك في آخر الأيام, وكان بيت المقدس في زمان هذا النبي موجوداً، وإنما تنبأ النبي على شيء يحدث، لا على ما كان ومضى).

    عاشراً : بشارة حبقوق:

    قال حبقوق: (إن الله جاء من التيمن، والقدوس من جبل فاران. لقد انكسفت السماء من بهاء محمد، وامتلأت الأرض من حمده، ويكون شعاع منظره مثل النور، يحوط بلده بعزه، وتسير المنايا أمامه، وتصحب الطير أجناده. قام فمسح الأرض، ثم تأمل الأمم وبحث عنها، فتضعضعت الجبال القديمة، واتضعت الروابي الدهرية، وتزعزعت ستور أهل مدين، ولقد حاز المساعي القديمة، وغضب الرب على الأنهار. فرجزك في الأنهار، واحتدام صولتك في البحار، ركبت الخيول، وعلوت مراكب الإنقاذ والغوث، وستترع في قسيك إغراقاً وترعاً، وترتوي السهم بأمرك يا محمد ارتواءً، وتحرث الأرض بالأنهار. ولقد رأتك الجبال فارتاعت، وانحرف عنك شئويوب السيل، ونعرت المهاوي نعيراً ورعياً، ورفعت أيديها وجلاً وخوفاً، وتوقفت الشمس والقمر عن مجراهما، وسارت العساكر في بريق سهامك ولمعان نيازكك، تدوخ الأرض غضباً، وتدوس الأمم رجزاً، لأنك ظهرت لخلاص أمتك، وإنقاذ شريعة آبائك). هذا النص أورده المهتدي الطبري بهذه الصيغة، وورد لدى كل من الشيخ زيادة، والترجمان، وإبراهيم خليل أحمد: بصور مختلفة طولاً وقصراً، مع اختلاف يسير في العبارات، واتفاقهم على محتوى السطر الأول. واتفق أيضاً كل من الترجمان والشيخ زيادة وإبراهيم خليل على أن المراد بجبال فاران هي جبال مكة. وأشار الطبري والشيخ زيادة إلى أن هذه النبوة موافقة لنبوة موسى عليه السلام الواردة في سفر التثنية وهي قوله: (جاء الله من سيناء، وأشرق من ساعير، وتلألأ من جبال فاران). كما أشار الشيخ زيادة إلى أن هذه النبوة موافقة لنبوة أشعياء التي ذكر فيها أن حوافر خيله مثل الصوان الذي ينبعث منه الشرر. وقد سبق الحديث عنهما. وأكد المهتدي الطبري والشيخ زيادة على أن هذا الوصف الوارد في هذه النبوة عن الخيل والسهام والسيوف، إنما ينطبق على جيوش محمد صلى الله عليه وسلم وقال المهتدي الطبري بعد أن أورد تطابق هذه النبوة مع حالة صلى الله عليه وسلم. (فإن لم يكن هو الذي وصفتا – أي محمد صلى الله عليه وسلم – فمن إذاً ؟ لعلهم بنو إسرائيل المأسورون المسببون، أو النصارى الخاضعون المستسلمون. وكيف يكون ذلك وقد سمي فيها النبي مرتين ووصف عساكره وحروبه ...).
    وإن الاستفاضة في تأمل هذه النبوة ، واستخراج ما أشارت إليه، وبسطه، لتعجز عنه هذه الصفحات ، لأنه يستغرق كتاباً، وليس المجال هنا مجال البسط والتوسع، وإنما هو الاستدلال والإشارة فقط. ولكن استوقفتني بعض العبارات التي اشتمل عليها هذا النص، ولم أر هؤلاء الذين مر ذكرهم تعرضوا لها، فأردت أن أقف عندها وقفة يسيرة تكشف ما في النفس، ولا تطيل البحث. وأول هذه العبارات هي قوله: (قام فمسح الأرض). وهذه العبارة تحاكي قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ...) أما الثانية فهي قوله: (لأنك ظهرت لخلاص أمتك، وإنقاذ تراث آبائك). فمن أباؤه؟ إنهم إبراهيم وإسماعيل، وما هو إرثهم ؟ هل هو الملك أم الأموال أم ماذا ؟؟ إنه التوحيد والرسالة قال تعالى (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) وقال تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين آمنوا معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله).

    الحادي عشر: بشارة صفتيا:

    قال صفتيا: (يقول الرب: أيها الناس ترجوا اليوم الذي أقوم فيه للشهادة، فقد حان أن أظهر حكمي بحشر الأمم كلها وجميع الملوك، لأصب عليهم رجزي، وأليم سخطي، فستحترق الأرض كلها احتراقاً بسخطي ونكيري. هناك أجدد للأمم اللغة المختارة، ليذوقوا اسم الرب جميعاً، ويعبدوه في ربقة واحدة معاً ويأتون بالذبائح في تلك الأيام من معابر أنهار كوش). قال المهتدي الطبري معلقاً على هذه النبوة: وهذا صفنيا قد نطق بالوحي وأخبر عن الله بمثل ما أدى أصحابه، ووصف الأمة التي تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتجتمع على عبادته، وتأتيه بالذبائح من سواحل السودان ومعابر الأنهار واللغة المختارة هي اللسان العربي المبين ... وهي التي قد شاعت في الأمم فنطقوا بها.

    الثاني عشر: بشارة حجي:

    قال حجي: (ولسوف أزلزل كل الأمم، وسوف يأتي "حمدا" "Himada" لكل الأمم، وسوف أملأ هذا البيت بالمجد، هكذا قال رب الجنود، ولي الفضة، ولي الذهب، هكذا يقول رب الجنود، وإن مجد ذلك البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول. هكذا يقول رب الجنود، وفي هذا المكان أعطى السلام. هكذا يقول رب الجنود). وقد ترجمت كلمتي "حمدا" و "شالوم" العبريتين إلى الأمنية، أو المشتهى، أو السلام. وعندئذ تفقد هذه النبوة ما اشتملت عليه من معنى وتصبح ولا قيمة لها. ولكن الترجمة الصحيحة لهذه العبارات هي أن "شالوم" أو "شلاما" و "حمدا" تترجم إلى الإسلام، وأحمد. وتؤدي نفس الدلالة التي تؤديها تلك العبارات السابقة وبنفس الأهمية. وبين المهتدي عبد الأحد داود أصول هذه الكلمات ووضح ما ذهب إليه من أنها تترجم إلى الإسلام، وأحمد، فقال:
    أ ) إن كلمة "حمدا" تقرأ باللغة العبرية الأصلية هكذا: (في يافوا حمداث كول هاجوييم) والتي تعني حرفياً: (وسوف يأتي حمداً لكل الأمم). وعليه فإن الحقيقة الناصعة تبقى بأن كلمة "أحمد" هي الصيغة العربية لكلمة "حمدا" العبرية، وهذا التفسير تفسير قاطع لا ريب فيه. ولقد جاء في القرآن الكريم في سورة الصف: (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوارة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد).
    ب) إن كلمة "شالوم" و "شلاما" بالعبرية و "سلام" و "إسلام" باللغة العربية هما مشتقتان من أصل واحد، وتعنيان نفس المعنى وهو السلام والإذعان أو الاستسلام.
    وبعد هذا التوضيح من قبل هذا المهتدي لهذه الألفاظ ذكر عدداً من البراهين التي استند إليها فيما ذهب إليه، وهي:
    1. إن القرابة والعلاقة والتشابه بين هذين التعبيرين "حمدا" و "أحمد" وكذلك التشابه في الأصل الذي اشتق الاسم منهما لا يترك أدنى جزء من الشك، لأن المفهوم من الجملة هو (وسوف يأتي حمدا لكل الأمم) إنما هو "أحمد" أي محمد، ولا يوجد أدنى صلة في أصل الألفاظ ولا في تعليلها بين كلمة "حمد" وبين الأسماء الأخرى كمثل يسوع أو المسيح أو المخلص.
    2. لو سلمنا جدلاً بالصيغة العبرية لكلمة "حمده" وأنها مجرد معنى اسمي لكلمات "أمنية أو مشتهى أو شهوة أو مدح" فإن هذا الجدل هو في صالح ما نطرحه من بحث هنا، وذلك لأن الصيغة العبرية تكون بحسب أصول الكلمات متساوية تماماً بالمعنى والتشبيه أو حتى في التطابق لكلمة "حمدا" وعلى أية حال فإن صلتها بـ "أحمد" أو "أحمدية" هي صلة قاطعة، وليس لها علاقة أبداً بـ "يسوع" أو "اليسوعية".,
    3. إن هيكل "زورو بابل" كان يجب أن يكون أعظم مجداً من هيكل سليمان عليه السلام، ذلك لأن "ملاخي" تنبأ بأن الرسول العظيم لا بد أن يزوره فجأة، وهذا احصل فعلاً عندما زاره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء.
    4. إن "أحمد" وهي الصيغة الأخرى لاسم محمد ومن نفس المصدر والتعبير ومعناه "الأمجد"، وفي خلال رحلته الليلية صلى الله عليه وسلم زار تلك البقعة المقدسة كما ينص القرآن الكريم على ذلك، وهناك أدى الصلاة المباركة بحضور جميع الأنبياء عليهم السلام كما تدل أحاديثه الشريفة، وبهذا يتحقق المجد.
    5. إن تسمية خاتم الأنبياء بـ "محمد" أو "أحمد" من أعظم المعجزات، لأنه أول اسم عرف بهذه الصفة في تاريخ البشرية.

    الثالث عشر: بشارات زكريا عليه السلام:

    البشارة الأولى: قال النبي زكريا عليه السلام في الإصحاح الثامن: (هكذا يقول رب الجنود: في تلك الأيام يجتمع عشرة رجال من كل لسانات الشعوب ويتمسكون بذيل رجل حميد، أعني أبو حيد، ويقولون: لنذهب معك، لأننا سمعنا أن الله معك) أورد المهتدي الشيخ زيادة هذه البشارة بلفظها العبري ثم ترجمها إلى اللغة العربية، وأطال الكلام حول هذه البشارة واشتقاقات اسم "حميد وأحمد" وبين أنه ظل سنين طويلة وهو يقرأ هذه النبوة ويفهمها على وفق الترجمة اليهودية، حتى يسر الله له كتب أصول اللغة العبرية – وكانت شبه معدومة – فوقف من خلالها على حقيقة هذا اللفظ "يا أودي" وأنه إذا ترجم إلى اللغة العربية صار: "حميد".

    الرابع عشر: بشارات ملاخي:

    البشارة الأولى: قال ملاخي مخبراً عن الله أنه قال: (انظروا، إنني أبعث برسولي، وسوف يمهد السبيل أمامي، وسوف يأتي فجأة إلى هيكله السيد الذي تبحثون عنه، ورسول العهد الذي ترغبون. انظروا إنه قادم. هكذا يقول رب الجيوش أو الجموع) ويرى المهتدي عبد الأحد داود أن التحديد الدقيق لموضوع هذه النبوة أمر في غاية الأهمية، لأن الكنائس المسيحية اعتقدت منذئذ أن المقصود بها شخصان. ومما يدحض هذا الزعم انتهجته الكنائس ما يلي:
    1. أن السيد أو الرسول الموعود كلف بتأسيس وإقامة دين قويم صالح، ومكلف بإزالة كافة العقبات التي تحول بين البشرية وربها، ومكلف أيضاً بأن يجعل الطريق سهلاً ممهداً مستنيراً ... وبالتأكيد فإن الرسول الرفيع الشأن المبعوث من الله لم يكن قادماً لإصلاح الطريق من أجل حفنة من اليهود، ولكن من أجل إقامة دين عام وثابت للناس كافة، والديانة اليهودية ديانة خاصة لشعب خاص، هذا بالإضافة إلى ما تشتمل عليه من طقوس وتضحيات، وخلوها من العقائد الإيمانية الإيجابية، كل ذلك يفقد هذه الديانة جوهرها، ويجعلها غير ملائمة إطلاقا، وغير واقعية باحتياجات الشعوب المختلفة، أما الديانة النصرانية فإن طقوسها السبعة، واعتقادها بالخطيئة الأصلية، وتجسد الإله والتثليث – وهي أمور لم تعهد في الديانات السابقة – بالإضافة إلى افتقادها إلى كتابها الأصلي الذي أنزل على مؤسسها عليه السلام، كل ذلك يجعلها غير مؤهلة لأن تقدم خيراً للبشر. وإذا كان الرسول الخاتم مكلفاً بإلغاء هذين الدينين، وإقامة دين إبراهيم وإسماعيل ودين كافة الأنبياء على أسس وتعاليم تصلح للبشر كافة، فإن هذا الدين الذي أقامه ودعا إليه هو الصراط المستقيم، وهو أقرب الطرق الموصلة إلى الله عز وجل، وأسهل الأديان لعبادته، وأسلم العقائد الباقية على طهارتها ونقائها الأبدي. إذا كان منوطاً بهذا الرسول المبشر به في هذا النص أن يرسخ هذا الدين، ويقيم الوحدانية، ويحول دون تدخل الوسطاء بين الله والناس.
    2. هذا النص أكد على أن هذا الرسول المبشر به لا بد أن يصل بصورة مفاجئة إلى بيت المقدس، منطلقاً من الحرم الأول "مكة" وهذا ما تحقق في ليلة الإسراء، وهذا يعني أن مهمة هذا الرسول تطهير هذه البقاع من الوثنية، ويلقن روادها الوحدانية، والإيمان بالله الواحد الأحد. وإذا تحقق هذا فهو بمثابة بناء طريق جديد يربط العبد بربه، وهذا الطريق الذي شرعه هو دين عالمي شامل يدعو إلى إلغاء الوسائط بين الله وعباده، فلا قديس ولا قسيس، ولا سر مقدس. وهذا لم يتحقق إلا على يد الرسول المنعوت بأنه "محمد صلى الله عليه وسلم ".
    البشارة الثانية: قول ملاخي: (هاأنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب، اليوم العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم، لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن). قال المهتدي النجار: (والمعنى أن الله يرسل قرب الساعة النبي أحمد صلى الله عليه وسلم "فيرد قلب الآباء على الأبناء" يرد بني إسماعيل – أعمام بني إسرائيل – إلى حقيقة وحي الأنبياء والمرسلين من أبناء أخيهم إسحاق "وقلب الأبناء على آبائهم" ويرد اليهود والنصارى على دين آبائهم الأنبياء نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى، قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).
    تأمل ما في هذه البشارة من الوعد بمجيئه صلى الله عليه وسلم قبل يوم القيامة مع قوله صلى الله عليه وسلم: (بعثت أنا والساعة هكذا. ويشير بأصبعيه فيمد بهما).

    هذه أسفار العهد القديم شاهدة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، شهادة لا تقبل التضليل، مصرحة باسمه ولغته وصفة أمته صراحة لا تحتمل التأويل، فمن كان طالباً للحق اتبعه إذا قام عليه الدليل، فكيف إذا تظافرت عليه الأدلة والبراهين، والحق هنا شهادة العهد التقديم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فمن أراد أن يدفع اليقين بأوهن الشكوك، وأفسد التأويل، ويدعي – مماحكة ومجادلة – أن هذه النبوات والشهادات وردت في حق عيسى عليه السلام – فيقال له ليس بعد التصريح بذكر اسمه وصفته وخبره وبلده وأمته – مجال للتأويل والاحتمال. كيف وقد شهد المسيح عليه السلام بنبوته وأخبر تلامذته باقتراب ظهور محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟

    وهذه الشهادة ما يماثلها من شهادات العهد الجديد هي ما سيكون الحديث عنه في المطلب التالي.

    د. محمد بن عبد الله السحيم


    ........................


    تحياتي..تابعتا
    ولدةمتغرب ويمكن اودع غريب
    ولدةمتغرب ويمكن اودع غريب
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى


    رقم العضويه : 1
    عدد المساهمات : 53
    نشاطي :
    تابع بشارات العهد القديم..... Left_bar_bleue99 / 10099 / 100تابع بشارات العهد القديم..... Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 26/10/2010

    تابع بشارات العهد القديم..... Empty رد: تابع بشارات العهد القديم.....

    مُساهمة من طرف ولدةمتغرب ويمكن اودع غريب الأحد ديسمبر 05, 2010 6:56 am

    موضوع جميل

    بنتظار الجديد

    تحياتي
    خـــجـــل..
    خـــجـــل..
    عضوة متميزة
    عضوة متميزة


    الاسد عدد المساهمات : 189
    نشاطي :
    تابع بشارات العهد القديم..... Left_bar_bleue20 / 10020 / 100تابع بشارات العهد القديم..... Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 24/11/2010
    العمر : 39
    الموقع : في قلب حمود-فديته-
    الاوسمة : تابع بشارات العهد القديم..... 4hbg0gk

    تابع بشارات العهد القديم..... Empty رد: تابع بشارات العهد القديم.....

    مُساهمة من طرف خـــجـــل.. الخميس ديسمبر 09, 2010 6:15 pm

    يعــــــــــــــــــــــــــطيكـ العـــــــــــــــــــــــافيــــــــــــــــه
    أدمـنـتـكــ
    أدمـنـتـكــ
    الادارة
    الادارة


    الاسد رقم العضويه : 3
    عدد المساهمات : 492
    نشاطي :
    تابع بشارات العهد القديم..... Left_bar_bleue100 / 100100 / 100تابع بشارات العهد القديم..... Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 27/10/2010
    العمر : 39
    الموقع : في قلب حمود-فديته-
    الاوسمة : تابع بشارات العهد القديم..... Z777

    تابع بشارات العهد القديم..... Empty رد: تابع بشارات العهد القديم.....

    مُساهمة من طرف أدمـنـتـكــ الخميس ديسمبر 09, 2010 10:51 pm



    اللــــــــــــــــــه يعـــــــــــــــــافيــــــــــك
    شـــــــــــــــــــــكرا لمــــــــــــــــــروركـ

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:39 am